المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠١٠

السينما.. ذاكرة المنسيين في الأرض

صورة
القمح مش زى الدهب القمح زي الفلاحين صلاح جاهين لا تقل أهمية كاميرا الديجتال في التعبير عن المهمشين عن تلك التي حظي بها ميثاق الماجنا كارتا Magana carta باعتباره الأصل الذي قامت عليه الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان ودساتير الدول الديمقراطية في العالم. وتتجلى تأثيرات كاميرا الديجتال الخفيفة الرخيصة والتي كانت هامشية تماما في بداياتها للسينمائيين وخاصة الخارجين منهم على طاعة صناعة السينما بميزانياتها الضخمة وانطوائها -غالبا- تحت لواء السلطة الاقتصادية أو السياسية أو بشكل أوضح سلطة المركز. وقد جاء اختراع " كاميرا الديجتال" ليكون بمثابة الحل السحري الذي قدمه القدر ممثلا في العلم والتكنولوجيا ليحل معضلة العلاقة بين المهمشين والسينما حيث استطاع ممثلو المهمشين من السينمائيين أن يحملوا كاميراتهم وينتشروا بين عشش الصفيح ومناجم الفحم وسكان المناطق العشوائية، بل ويخترقوا السجون ومستشفيات الأمراض العقلية والقبائل البدائية التي همشتها الحضارة الغربية ليصوروا أفلامهم بعيدا عن طغيان التكلفة الباهظة لكاميرا السينما وما يتبعها من ضوابط رقابية تعمل دائما لمصلحة رأس المال والأيدلوجيات

رفـقًـا بالمتـحرشيـن جنسيا!

صورة
هل شاهدت من قبل جثة تنتهك جثة؟! أو هل تخيلت قدما مبتورة تحاول إيذاء جسد كامل؟! بالطبع لا.. الأمر يحتاج إلى تفسير، وإليك التفسير: أنت تعتقد أن ما شاهدته أو سمعت أو قرأت عنه في منطقة وسط البلد بالقاهرة من تحرش جماعي وتواطؤ غير مسبوق على انتهاج سلوك حيواني مطلق وانتهاك لأعراض الفتيات اللاتي يسرن في الشارع وحدهن أو بصحبة عائلاتهن هو مشهد مرعب بكل المقاييس، ولكن هل تعتقد أنه مفاجئ؟. هناك حدثان يستدعيهما المشهد الكئيب، على الأقل في محاولة لتفسيره والتأكيد على أنه ليس مفاجئا تماما؛ أولهما: هو الدرس الذي تعلمه الشباب من انتهاك لعرض الصحفيات يوم الأربعاء الأسود أمام نقابة الصحفيين المصريين (الاستفتاء على المادة 76) والذي قامت فيه الشرطة بفعل ما هو أسوأ بكثير (ملحوظة: الجملة الاستنكارية الأكثر أهمية في التعليق على تحرش وسط البلد هي: "التحرش الجنسي في وسط البلد وفي وجود الأمن"). الشرطة يفترض فيها أن تحمي، وهل يفترض أن نصدق ذلك بعد يوم الأربعاء الأسود؟! إذن يبدو الجناة المتحرشون وقد أعمتهم الغريزة وقللت مخاوفهم من رد فعل الشرطة صاحبة السابقة الأكثر شهرة. والمشهد الثاني لتف

الغشاء الصيني...البكارة كما يفهمها الرجال

الكتابة الصينية من أعلى إلى أسفل، بينما الكتابة العربية من اليمين للشمال؛ لذلك استطاع الصينيون بقوى الجاذبية الأرضية والجنسية أيضا أن يصلوا إلى موضع العفة، بينما يدور العرب حول أنفسهم ولم يصل أي منهم حتى الآن إلى معنى الشرف المعلق على غشاء أصبح متاحا مقابل ثمن منظف للملابس، وهي مفارقة لا تبدو متعلقة بالتخلف الثقافي والاجتماعي للرجل العربي بقدر ما تجلو التراب عن حقيقة الأزمة الثقافية والحضارية التي يعيشها الشرقيون في هذا العالم. فالرجل الشرقي فقد ببساطة قدرته على الاختبار والفرز بين فتاة حفظها الآباء من أجله في "سوليفان"، وامرأة عاشت تجربة حسية، ولا فرق هنا بين استعدادها لتكرارها وبين توبتها.. وبقدر ما من الموضوعية فإن جريمة الرجل الذي فقد شفافية روحه وقدرته على التصديق تدفعنا للتساؤل عن منطقية اقتراح عبثي قدمه أحد الناشطين في مجال محاولة الظهور على الفضائيات؛ وهو إلزام كل فتاة مقبلة على الزواج بكشف طبي لإثبات العفة ! وأصبحت عفة الجسد يستحيل إثباتها الآن في ظل انعدام "النظر والتمييز" عند الرجال ومفهوم الشرف الفضفاض. معايير جديدة وبكثير من سوء الظن فإن الر

مقام سيدي لوركا..؟!Federico Garcia Lorca

صورة
اليوم، طفلة من ماء ماتت في الغدير هي الآن خارج الغدير مكفنة على الأرض في بيت الطلبة بمدينة مدريد الأسبانية، كتب فيدريكو جارثيا لوركا هذا المقطع ضمن قصيدة بعنوان "ليليات النافذة" عام 1923م. ولوركا الطالب هو الآن شاعر أسبانيا العظيم، والشهيد الشهير، و"القطب" الرومانتيكي.. والسياسي(!) أيضا في عالم الشعر، وقد اختير أخيرًا كأحد أهم الأدباء في القرن العشرين الذي يلتقط أنفاسه الأخيرة مودعًا. ولم يكن اختيار إحدى دور النشر الفرنسية للشاعر عشوائيًا، ولكنه أيضًا يدخل في "منظومة" التدليل التي عاشها لوركا منذ ميلاده وحتى وفاته التي لم تعرف حقيقتها حتى الآن، فهو الشاعر الأسباني الذي لم يتح لغيره ما ناله من شهرة وحظوة لدى النقاد أو القراء في داخل أسبانيا أو خارج حدودها. وقد كان أثناء حياته "الطفل المدلل" -كما أطلق عليه محمود على مكي في تقديمه لأعماله الكاملة بالعربية- في عالم الأدب الأسباني، وأصبح بعد مقتله هو الشهيد المدلل، والغريب أن الشاعر الرقيق لم يوجد في مرحلة نضب فيها عالم العبقرية الأدبية إلا منه، على العكس من ذلك تمامًا، فقد كان عصرًا ذ

النجاح بدم بارد ... "Up in the air"

صورة
حين يتناول فيلم سينمائي تلك الاختيارات الحياتية التي لا يمكن الجزم بكونها صحيحة أو خاطئة وانما تخضع بالاساس لقدرة من اختارها علي دفع ثمنها يصبح الامر مفتوحا علي احتمالات كثيرة لنهايات لا حصر لها لكن أجملها هي تلك النهاية التي وصل اليها "جيسون ريتمان" في فيلمه "عاليا في الهواء "وثمن الاختيار في الفيلم هو "الموت الاجتماعي " مقابل التوحش الفردي والعزلة الاختيارية التي تجعل من اختار طريقا معينا للنجاح من خلالها يحلق وحيدا في سماء نجاحه دون علاقة واحدة حقيقية فيما ينحصر حضوره في وجوده المادي بعدما تخفف من امتداده العاطفي والروحي في نفوس الاخرين . واذا كان من الصعب العثور علي شخص لا يرغب في النجاح في العالم فان هذا النجاح تبقي له تجلياته الواضحة والمحددة في المجتمع الامريكي الثري باختياراته المتعددة كسبل للوص ول الي هذا النجاح والتي تعتمد في اغلبها علي القدرة والكفاءة الفردية ولكن كثيرا من الحالات التي يصل خلالها الناجحون الي طريق مسدود بعد توافر كل تجليات النجاح واستحالة وجود السعادة تستحضر النكتة المصرية المعروفة حول الطبيب الصعيدي الذي خرج من غرفة عمل

السينما تعلن ايمانها بالله

صورة
يواجه البشر مخاوفهم الذاتية وشعورهم بالضعف دائما باليقين فهو مانح القوة التي يصعب رؤيتها لكن من السهل مشاهدة اثارها عبر التاريخ وتتمثل في الحضارة الانسانية بوجه عام وحضارات الشعوب والامم المختلفة بخصوصية كل منها لكن الطابع العام لهذه الحضارة الانسانية يشبه توالي امواج المحيط الهادر من حيث ميلاد اليقين الذي ترتكز عليه لتحقق منجزها وبين يقين العلم والمادة بكل تجلياتهما ويقين الاله في الديانات المختلفة تدور البشرية في دوائر زمنية . وعبر القرن التاسع عشر وحتي بداية القرن الواحد والعشرين كانت السيادة ليقين العلم والمادة معا باعتبارهما قرينان عقيديان لا يفترقان في أغلب الاحوال وهذه الفترة الزمنية هي نفسها عمر السينما في العالم بما تعنيه من تأثير وتأثر وتوثيق لوجدان البشرية وصناعة لهذا الوجدان ولأن نشأتها كانت بين عوالم مادية وعقيدة علمية جامحة اتخذت السينما اتجاهها عبر منظومات فكرية أكثر ميلا لاعتبار الدين هامشا والعقيدة الالهية جزء من الماضي بينما التحضر والتقدم يعنيان التكنولوجيا والعلم وقيم بديلة لما يمثله الايمان بوجود خالق أعظم للكون . ولعل اكتشاف القدرة اللانهائية للانسان علي التد

أفاتار ..يوتوبيا جيمس كاميرون

صورة
"حياة تنتهي وأخري تبدأ".. كان جاك سولي ينظر من علي كرسيه المتحرك متأملا وقال جملته مزدوجة المعني تلك ليشير في المعني الاقرب إلى إدراك مشاهد فيلم "أفاتار " إلى مصرع أخيه قتيلا وترشيحه بدلا منه لخوض غمار رحلة مجهولة وغامضة إلى كوكب "باندورا " أما المعنى الذي تجلي في نهاية الفيلم وأصبح الاقرب فكان يشير إلى نهاية حياته كإنسان واقتراب موعد بدء حياته الابدية متوحدا مع الطبيعة ومخلصا شعب "النافي" من أزمته مع الكائن الاقل رقيا الذي يدعي الانسان ومن ثم ترتب على هذا المعني نهاية حياة الانسان كسيد للكون وبدء عهد الأفاتار باعتباره تجسيدا للاله من حيث كونه كلا متكاملا من حيث الرقي والتحضر ولاخلاق والقوة واحترام الطبيعة التي هي جوهر كل شيء ولعل غرام أفلام هوليوود بالنهايات الحتمية للعالم لا يقتصر على المخرج والمخترع والمنتج جيمس كاميرون بل يتجاوزه إلى نسبة لا بأس بها من الافلام والمخرجين وهو صدى ثقافي للفكرة نفسها في الأديان البشرية سماوية كانت أم أرضية حيث تحمل في تعاليمها سيناريو ما لنهاية العالم. وفي الغالب لا يخلو السيناريو من أفكار أساسية مشتركة مثل ف

النجاح بدم بارد ... "Up in the air"

صورة
حين يتناول فيلم سينمائي تلك الاختيارات الحياتية التي لا يمكن الجزم بكونها صحيحة أو خاطئة وانما تخضع بالاساس لقدرة من اختارها علي دفع ثمنها يصبح الامر مفتوحا علي احتمالات كثيرة لنهايات لا حصر لها لكن أجملها هي تلك النهاية التي وصل اليها "جيسون ريتمان" في فيلمه "عاليا في الهواء "وثمن الاختيار في الفيلم هو "الموت الاجتماعي " مقابل التوحش الفردي والعزلة الاختيارية التي تجعل من اختار طريقا معينا للنجاح من خلالها يحلق وحيدا في سماء نجاحه دون علاقة واحدة حقيقية فيما ينحصر حضوره في وجوده المادي بعدما تخفف من امتداده العاطفي والروحي في نفوس الاخرين . واذا كان من الصعب العثور علي شخص لا يرغب في النجاح في العالم فان هذا النجاح تبقي له تجلياته الواضحة والمحددة في المجتمع الامريكي الثري باختياراته المتعددة كسبل للوصول الي هذا النجاح والتي تعتمد في اغلبها علي القدرة والكفاءة الفردية ولكن كثيرا من الحالات التي يصل خلالها الناجحون الي طريق مسدود بعد توافر كل تجليات النجاح واستحالة وجود السعادة تستحضر النكتة المصرية المعروفة حول الطبيب الصعيدي الذي خرج من غرفة عمليات