المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠١٩

صندوق الطير.. غضّ البصر وطمس البصيرة Bird Box

صورة
أسامة صفار  هاجم الطاعون المدينة ولم يستطع أحد التصدي له، لكن "أوديب" الملك كان شجاعا ووعد بالقضاء عليه، لجأ إلى الكاهن الذي أخبره أن القضاء على الطاعون لن يتم إلا بعد التخلص من الخطيئة، والتي تتمثل بأن يقتل أحد الأشخاص والده ويتزوج من أمه . وكان أوديب يعتقد أن زوجته تحاول أن تثنيه عن البحث عن والديه الحقيقيين لأنها تعتقد أنه ابن لأحد العبيد، لكن زوجته "جوكاستا" وحدها علمت أن زوجها أوديب إنما هو ابنها، لذلك ذهبت بعد لقاء معه وشنقت نفسها، وأصبح الأمر غريبا بالنسبة لأوديب الذي اكتشف بعد سنوات طوال أنه ليس ابنا للراعي الذي رباه، وأصبح ملكا بعد أن قتل الملك السابق في معركة وقعت بالصدفة، وسلمه أهل المدينة تاج الملك وأرملة الملك التي هي أمه، لأنه استطاع أن ينجو من لغز "أبي الهول ". عَرف أوديب أخيرا أنه تزوج أمه وقتل أباه، وأن والده الملك المقتول تخلّى عنه بعد نبوءة للكاهن -بعد ميلاده مباشرة- أن الطفل سيقتل أباه ويرث مُلكه وزوجته، فقرر أوديب أن يعاقب نفسه وفقأ عينيه . تقرر الأسطورة اليونانية القديمة أن العقاب الذي قرره أوديب لنفسه هو فقئ عينيه وال

مايكل مور.. العصب الأمريكي العاري Michael Moore

صورة
أسامة صفار وقف المخرج الأمريكي مايكل مور أمام أحد الفنادق التي يملكها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حاملا لافتة كتب عليها "كلنا مسلمون". ولم يكن الرجل قد أعلن إسلامه بالفعل، لكنه بعث برسالة واضحة إلى ترامب الذي كان يدعو وقتها إلى منع مواطني الدول المسلمة من دخول الولايات المتحدة وتسجيل المواطنين المسلمين فيها بسجل خاص يسمح بالرقابة عليهم . وقاد مور حملة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وقال إنه إذا مُنع المسلمون من دخول البلاد فسيعلن هو ومجموعة كبيرة ممن اتفقوا مع رأيه؛ إسلامهم . وفي وقت سابق كان مور قد جمع ما يتجاوز مئة ألف دولار أمريكي من التبرعات لصالح بناء مسجد في "الأرض صفر" ( Ground zero )، وهي المنطقة التي كان يقع فيها برجا التجارة العالمية قبل تفجيرهما عام 2001. ورغم الهجوم الشديد على فكرة بناء المسجد في المكان الذي شهد تفجيرات 11 سبتمبر/أيلول من وسائل الإعلام الأمريكية، والعرض الذي قدمه ترامب للإمام فيصل عبد الرؤوف صاحب المبادرة وتضمن مبالغ مالية كبيرة للتخلي عن الفكرة، فإن مور لم يتنازل عن مطالبته بالسماح ببناء المسجد. مايكل مور مؤلف

نجوم مصر.. خمسون عاما بين المهجر والمنفى

صورة
أسامة صفار دخل المخرج المصري يوسف شاهين إلى مكتب المدير الجديد لمؤسسة السينما التي تتولى التمويل والإشراف على الإنتاج السينمائي المصري، وكان شاهين قد استُدعي على عجل للقائه، فاعتقد المخرج الطموح أن عملا كبيرا في انتظاره، وأن كل الإمكانيات التي يطلبها سوف يُستجاب لها، خاصة أن المدير الجديد هو شقيق عبد الحكيم عامر نائب رئيس الجمهورية. استقبله صلاح عامر مدير مؤسسة السينما استقبالا فاترا، فتغاضى شاهين معللا الأمر بانشغالاته في بدء عمله، لكن عامر طرح عليه سؤالا يبدو عبثيا ومستفزا في الوقت ذاته: من أين تأتي بالأفكار التي تقدمها في أفلامك يا يوسف؟ رد شاهين: من دماغي . تنفس صلاح عامر بعمق وقال: بدءا من اليوم لن تحتاج إلى دماغك، سوف تنفذ ما نريده من أفكار، فما رأيك؟ ساد المكان صمت تام لخمس دقائق متواصلة، حملق خلالها شاهين في الرجل، ثم استدار بهدوء وانطلق خارجا من المكتب مغلقا الباب خلفه، لكنه عاد بعد ثوان قليلة واتجه إلى الرجل الذي لم يغير من وضع جلسته بعد، وأطلق لفظا خارجا موجَّها لصلاح عامر وللمؤسسة والنظام، ثم انطلق إلى بيته في منطقة الزمالك بالقاهرة وقام بتجهيز حقيب

داليدا.. ثنائية العشق والموت Dalida

صورة
أسامة صفار تجلس النجمة الستينية هادئة أمام الصحفي وتتطلع إليه بعينين تحملان بقايا حيوية آخذة في الرحيل، ويلتقط الصحفي بداية الحوار قائلا: تزوجت 14 مرة.. من هو الزوج الذي اعتبرته حب حياتك؟ تبتسم النجمة بمزيج من الحكمة والحسرة وينطلق من عينيها دلال الطفلة ومكر الأنثى معا لتقول: لا تصدق أن نجمة قد تحب أي رجل مهما كانت روعته ووسامته وغناه ورجولته.. النجم لا يقع في حب غيره.. حبي لنفسي أمام الكاميرا وُلد وكبر حتى ملأ حياتي، وكل الرجال الذين مروا في حياتي كنت أحب حبهم لي وأستمتع بمراقبة ترجمتهم لهذا الحب في صورة محاولات دائمة لإرضائي وإسعادي ! هكذا لخصت النجمة ذلك المرض المريع الذي يُدعي الشهرة والنجومية، وآثاره على النجم أو النجمة والنتيجة الحتمية لتمكن ذلك المرض من امرأة ضعيفة في حقيقتها تعيش الغربة عن العالم كله داخلها، وتكتشف بعد زوال النجومية وأسبابها فراغا هائلا يدفعها للقفز نحو ظلام الاكتئاب والانتحار . وفي الثالث من مايو/أيار 1987 كتب القدر نهاية واحدة من أشهر قصص النجاح وعشق الأضواء في قلب باريس عاصمة النور، حيث رقدت امرأة على سريرها الفخم للمرة الأخيرة في حالة هدو

أم كلثوم..ما خفي كان أعظم!

صورة
أسامة صفار إذا كان عبد الحليم حافظ هو "الطفل المدلل لثورة يوليو" وحكوماتها المتعاقبة، فإن أم كلثوم هي "صاحبة العصمة" التي لا تُردّ كلمتها، ولا يستطيع أي مطرب التجاوز معها أبدا، وحين حدث ذلك من "طفل الثورة المدلل" تقرر حرمانه من الغناء أمام عبد الناصر لثلاث سنوات، حتى اضطر لتقبيل يد الست "اعتذارا ". لهذه الدرجة بلغ جبروت الست وقوتها وشراستها في مواجهة الكبار، بدءا من عبد الوهاب والعندليب وحتى فريد الأطرش وبليغ حمدي، حيث لم تُهزم إلا في معركة واحدة خارج الفن، وهي المواجهة التي افتعلتها زوجة الرئيس السادات لتصبح السيدة الوحيدة في المجال العام بمصر، ولعل تلك الهزيمة هي إشارة نهاية صاحبة العصمة بعد حياة ومعارك كانت خلالها هي الأقوى دائما، لكن تلك القوة لم تكن وليدة تحولات الثورة، وإنما وليدة قدرة مدهشة على إدارة الحياة لطفلة الريف البعيد التي حملت لقب الأميرات والملكات فقط، وهو صاحبة العصمة . تعود قصة حصول أم كلثوم على لقب الأميرات إلى عام 1944، ففي حفل رمضاني ساهر بالنادي الأهلي المصري كانت أم كلثوم تختتم أغنية "حبيبي يسعد