السينما.. ذاكرة المنسيين في الأرض

القمح مش زى الدهب القمح زي الفلاحين صلاح جاهين لا تقل أهمية كاميرا الديجتال في التعبير عن المهمشين عن تلك التي حظي بها ميثاق الماجنا كارتا Magana carta باعتباره الأصل الذي قامت عليه الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان ودساتير الدول الديمقراطية في العالم. وتتجلى تأثيرات كاميرا الديجتال الخفيفة الرخيصة والتي كانت هامشية تماما في بداياتها للسينمائيين وخاصة الخارجين منهم على طاعة صناعة السينما بميزانياتها الضخمة وانطوائها -غالبا- تحت لواء السلطة الاقتصادية أو السياسية أو بشكل أوضح سلطة المركز. وقد جاء اختراع " كاميرا الديجتال" ليكون بمثابة الحل السحري الذي قدمه القدر ممثلا في العلم والتكنولوجيا ليحل معضلة العلاقة بين المهمشين والسينما حيث استطاع ممثلو المهمشين من السينمائيين أن يحملوا كاميراتهم وينتشروا بين عشش الصفيح ومناجم الفحم وسكان المناطق العشوائية، بل ويخترقوا السجون ومستشفيات الأمراض العقلية والقبائل البدائية التي همشتها الحضارة الغربية ليصوروا أفلامهم بعيدا عن طغيان التكلفة الباهظة لكاميرا السينما وما يتبعها من ضوابط رقابية تعمل دائما لمصلحة رأس المال والأيدلوجيات ...