مساحة للروح

مساحة للروح
تكفي سمكة في حوض زجاجي
تشبه الألم إذ يبتدئ
والحلم إذ ينتهي
تطفو يغفو المعنى
تصعد إذ تقرر البقاء
تأكلها المدائن المتوحشة
في فنادق ديناصورية
تعرف النمل ولا تعرف البشر
أنبوب الأكسجين محايد تماما
والصخور الوديعة النائمة في القاع
والإضاءة المفتعلة
كأنها ماكياج عارضة أزياء سوقية
تبسط وجهها للعيون
(2)
مساحة للروح
تكفي خطابا غراميا من أيام المراهقة
في “شكمجية” الجدة
تعانقه إذ تموت
وتخاف البوح لابنها
وتوصي بحرقه
دون قراءته
ثم ترجئ موتها
وتخفي سرها
خوفا من عبث الأحفاد
(3)
مساحة للروح
تحلو في الليل
إذ يخدعه الصمت
بألا رقيب هنا
لا فرق بين عام وشهر
بين لحظة وساعة
هي حديقة القلب بلا زمن…
(4)
لا يتسع الحنين لأكثر من
لفتة
ودمعة
وابتسامة حزينة
وذاكرة عشوائية
تنتخب الألم
صعودا نحو الشعر الأبيض
نزولا نحو العدم
(5)
مساحة الروح ضاقت
واستفاقت
فانكسر الحوض الزجاجي
وعبث الصغار بخطاب غرامي
ورن الهاتف في عتمة الليل
لكن مصاص الدماء لم يغب
ولم يخطفه الحنين لأيامه الأولى
فبات ينتحب
نشرت في أخبار الأدب
من ديوان "مشهد ليلي" المنشور في يناير 2008
25/11/2007

تعليقات

‏قال romil
اسلوبك فريد يا فنان
‏قال أسامة صفار
شكرا يا روميل علي التعليق وعلي المرور

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

Three dreams

في "آخرة " كلينت ايستوود .. حياة تدور كلها حول الموت ليست حياة