المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠٠٩

مساحة للروح

مساحة للروح تكفي سمكة في حوض زجاجي تشبه الألم إذ يبتدئ والحلم إذ ينتهي تطفو يغفو المعنى تصعد إذ تقرر البقاء تأكلها المدائن المتوحشة في فنادق ديناصورية تعرف النمل ولا تعرف البشر أنبوب الأكسجين محايد تماما والصخور الوديعة النائمة في القاع والإضاءة المفتعلة كأنها ماكياج عارضة أزياء سوقية تبسط وجهها للعيون (2) مساحة للروح تكفي خطابا غراميا من أيام المراهقة في “شكمجية” الجدة تعانقه إذ تموت وتخاف البوح لابنها وتوصي بحرقه دون قراءته ثم ترجئ موتها وتخفي سرها خوفا من عبث الأحفاد (3) مساحة للروح تحلو في الليل إذ يخدعه الصمت بألا رقيب هنا لا فرق بين عام وشهر بين لحظة وساعة هي حديقة القلب بلا زمن… (4) لا يتسع الحنين لأكثر من لفتة ودمعة وابتسامة حزينة وذاكرة عشوائية تنتخب الألم صعودا نحو الشعر الأبيض نزولا نحو العدم (5) مساحة الروح ضاقت واستفاقت فانكسر الحوض الزجاجي وعبث الصغار بخطاب غرامي ورن الهاتف في عتمة الليل لكن مصاص الدماء لم يغب ولم يخطفه الحنين لأيامه الأولى فبات ينتحب نشرت في أخبار الأدب من ديوان "مشهد ليلي" المنشور في يناير 2

الغريق

صورة
قالت الشمس عنه ملاكا وأخبر الظل عن دفء طلته وأشفق النخيل علي الصبايا من حسن طلعته وهجر البحر ماءه إذ تمدد بين أمواجه يقولون: مات فيبتسم تبكي عروس البحر فيبتسم ينادي المنادي في المساجد فتمتد روحه ملء الساحة الكبرى وتتلو آية الخلد أي غريق يستجيب للهمس والبكاء والنداء ؟! أي ميت يا بحر يستوي بحرا ويمنحك إجازة مفتوحة بلا شاطئ ؟! 8يوليو 2008

Delete

صورة
(1) إذا كنت تجلس هادئا ـ خارجيا علي الأقل ـ وأمامك مدفأة عتيقة وعيناك الزجاجيتان علي شاشة مخاتلة حاول أن تضع سماعة الأذن وإذا تسرب صفير الريح الخريفية إليك تذكر الربيع وغافل حنينك بطعم القهوة المر ليس هناك ما يدعو للانزعاج من دقات الغرباء علي بابك وحتى لا تقذفك الريح بذرات التراب أغلق النوافذ جيدا لا تفتح الإيميل واضبط الموبيل علي وضع الصمت حملق.. وخذ وقتك لتقرأ الأسماء علي شاشته والأرقام الغريبة أيضا لا تظن أن المميزة بينها لأشخاص مهمين ليس أهم من أن تحتفظ بك وحدك بين الشاشة والمدفأة وإذا ما ثار جسدك تعلم كيف تصبح بقرة تجتر طعام النهار في المساءات (2) المسدس المصوب إليك الآن ليس خداعا بصريا عليك أن تتوقع رصاصة بين عينيك لتتخلص من بلاهة ابتسامتك وتضغط علي "الفأرة" لا تهرب من وحشك العزيز اقتل وحين تزاحم الجثث مشاة الشوارع والسيارات الفارهة التقط أنفاسك ودخن سيجارة وحين تنفث دخان النفس الثاني تخلص من هزيمتك فيه مؤقتا واستعد لانتصارك الأعظم (3) لديك الآن نحو عشرين امرأة بينهن أمريكية وسبع أوروبيات وأختان تقيمان في شارع مجاور وعشر مصريات موزعات علي مناطق الوطن تعرف أن نصف هؤلاء ا

شهيد الأسئلة

صورة
(1) بعد أربعين عاما يا أيها البحر الذي كان جميلا وغامضا .. سوف نلتقي غرباء كما كنا طوال السنين (2) حين أشرقت شمس علي مائك تلون الموج صار يقطر شعرا و فضة.. وحين غربت شمس علي مائك انداح عرقا وتسرب كأسرار قديمة فدعوته باسمي (3) الله في السماء والأرض و البحر وأنا لست هنا أو هناك إنما أشتهي الغياب و لا أغيب ألاني أحمل اسما؟ (4) موجتك الأربعينية تلك الهائلة الهائمة أغرقت خواطري ولما أشاحت بوجهها صرت أكبر من أن أري فآمنت ضاربة الودع أني نصف اله أي مسخ أنا ؟ (5) شهدت حبات الرمال التي لامست قدمي علي شاطئ النخيل أني أخر شهيد للأسئلة بعدي يا أيها البحر سوف تبدأ الزلزلة. أسامة صفار 6 يوليو 2008

منطق الجسد

(1) للجسد حين يسكن .. منطق الطير (2) لو صار وجبة شهية لسمكة محظوظة ولامس شفاه فاتنة هوليودية في طبق فضي سيغدو الموت أحلي صدفة في كونه لو باعد الحنين بينه وبين مقبرة موحشة وأخذته نسمة حانية إلي عيون امرأته الأولي ترابا ستبكي لن يعرف غيرها أن الذكري تحيا بدمعتين (3) لو صار وردة واستحال عطرا سيتسرب إلي قميصها سينجب حديقة يؤمها العشاق ويسميها الإسكندرية (4) سيتحرر الجسد إذن من روحه ليلامس الحقيقة ينغرس فيها يشتهيها رقيقة شهية كثمرة محرمة ندية وصريحة تماما كأنما نبتت من لحظة الولادة تحفها الملائكة (5) للجسد حين يسكن صراحة وردية عبيرها شوق لزمن الأسئلة

منطق الجسد

صورة